بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعا ً اليوم هو تكملة لموضوعي السابق( الأعتناء بالكناري وتناسلها وأقفاصها )
ونتكلم فيه عن إنشاء عائلة الكناريات وهو ( حصري )
ــــ إنشاء عائلة الكناريات ــــ
ـــ ما هو الوقت الأفضل لبدء التناسل ؟
ـــ متى يجب وضع الذكر والأنثى معا ً ؟
هذان هما السؤالان الأكثر إلحاحا ً اللذان يطرحهما المستجد وإنه لمن العبث الإجابة
عليهما باقتراح توقيت محدد .
ففي ألمانيا يقع التوقيت التلقيدي في التاسع عشر من آذار (مارس) وهذه قاعدة
قديمة مبنية على التجربة ومع ذلك فإن المربين الذين تتوافر لديهم غرف دافئة
يمكنهم عموما ً أو بالأحرى يجب أن يبدؤوا أبكر من ذلك .
وحالما تبلغ الطيور حالة التناسل فإنه من الخطأ الجسيم تأخيرها عن هذا الموعد
لأن مجمل دورتها التناسلية ستضطرب عندئذ ٍ ومن النادر أن تسير الأمور بعد ذلك .
إن أفضل الأوقات لبدء التناسل هو قبل نهاية شهر آذار (مارس) في حوالي
العشرين من هذا الشهر توضع الطيور ضمن قفص التناسل أو أبكر من هذا التاريخ
إذا ما حددت الطيور بنفسها موعد التناسل من خلال سلوكها ! .
تغدوا إناث الكناريات إبان موعد التناسل متململة ً وتطلق نداء النكاح المرتعش
وهو نداء ينطلق عادة ً بصوت عالي النغمة كما " تحوص " باستمرار مرفرفة ً
أجنحتها وفي بحثهن الدؤوب تطير الإناث من مجثم إلى آخر .
وفي مرحلة لاحقة تأخذ ريشة ً إلى داخل منقارها ( الاحتفال ببناء العش ) .
وتصبح الإناث فيما بينهن أكثر عدوانية ً مما كن عليه من قبل وإذ ذالك يكون الأوان
قد آن لوضع الإناث داخل قفص التناسل .
كما يجب أن يوضع في القفص أيضا ً وعاء التعشيش ومن الآن فصاعدا ً يقدم للإناث
مقدار صغير من "طعام البيض " بما يكفي لتغطية راس سكين ٍ كل يوم .
يلعب " الطعام البيض " هذا دورا ً مهما ً جدا ً في تناسل الكناريات فهو يخدم كطعام
مكمل في موسم التناسل كما أنه يستخدم طعاما ً لتنشئة الصغار .
ويشتق اسم هذا الطعام من المقوم الأهم فيه بيض الإناث المسلوق والمهروس
هرسا ً دقيقا ً وبغية تحضير هذا الطعام تسلق بيضة واحدة لمدة عشرة دقائق
ثم تقشر : ومن ثم تمزج مع مقدار ثلاث ملاعق طعام من
دقيق ( البسكويت ) إلى أن يصبح قوام المزيج بشكل فتات دقبق خفيف ويرش
على هذا المزيج مقدار ملعقتي شاي أو أقل من بذور الخشخاش فيصبح الطعام جاهزا ً .
لقد تربى مئات ألوف الكناريات على هذا الطعام .
وبالنسبة لمربي الكناريات اليوم يتوافر تحت تصرفهم مثل هذه الأطعمة وعلى أية
حال فإن قلة من الهواة يتوافر لديهم الوقت اللازم لتحضير طعام كهذا .
ولا بد من الاعتماد على الأطعمة التجارية التي تحتوي جميع الغذيات اللازمة لفراخ
الكناريات ويتوفر في السوق تشكيلة كاملة من الأطعمة الممتازة التي يمكن الاعتماد
عليها وليس المهم فقط هو تركيبة الطعام بل أيضا ً قوامه : إذ
يجب أن يكون خفيفا ًوذا قوام ٍ يتراوح بين الرطب والقابل للتفتت وعندئذ ٍ يكون مناسبا ً تماما ً لمناقير آباء الكناريات .
ومن المهم ألا يكون الطعام مبلولا ً والا يشكل لقمات لزجة ً لأن ذلك خطير على الفراخ
ومن ناحية أخرى إذا كان الطعام جافا ً جدا ً فإن الإناث لا يتحمس كثيرا ً لتناوله
فهو يحجب تشكل المخاط الضروري قبل أن تمرر الأنثى اللقمة إلى فرخها ومع ذلك
فهذا الأمر يختلف من أنثى إلى أخرى وينصح المربي بأن يكيف نفسه
مع " التفضيل الشخصي " لإناثه وكقاعدة مجربة من الأفضل أكثر أن يميل الطعام
لأن يكون جافا ً قليلا ً من أن يميل لأن يكون مبلولا ً .
يشكل بسكويت الطيور طعاما ً ذا أهمية مساوية تقريبا ً لتنشئة الكناريات
ويمكن أيضا ً شراؤه جاهزا ً للاستعمال ؛ وببساطة أدخله إلى القفص بشكل قطع ذوات أحجام مناسبة .
إن أطعمة تنشئة الصغار هذه تقدم للإناث مباشرة ً بعد نقلها إلى أقفاص التناسل
ومع ذلك يجب توخي الحذر إذا كانت الحرارة دون 15 درجة مئوية .
لأن " طعام التبيض " يسبب عندئذ إزعاجات معدية طفيفة وفي هذه الأيام الباردة
يستحسن تقديم كسرة من البسكويت الجاف وينطبق نفس هذا التحذير عند الأهتمام بالخضراوات إذ
يستحسن عدم تقديمها إطلاقا ً في الايام الباردة لأنها قد تؤدي أكثر مما تنفع .
لا تقدم الكثير من مواد التعشيش دفعة واحدة إذ أنها ستتسخ سريعا ً جدا ً ولا يمكننا التأكد أبدا ً متى
ستبدأ الأنثى فعليا ً ببناء عشها .
إن بضع خيوط قصيرة من الكتان تكفي لتخبرنا ما إذا كانت الأنثى على وشك الأستعداد لهذا البناء .
يجب أن يتحلى الشخص المستجد بالصبر دوما ً فقبل كل شيء يجب ألا يتمسك
هؤلاء المربون الجدد بالأعتقاد الخاطىء بضرورة عمل شيء ما طوال الوقت
فالتدخل الدائم له عواقب مميتة غالبا ً ومن المهم ترك الطيور تجتاز جميع المراحل
الطبيعية للتناسل فمرحلة التململ بغية البحث عن عش ٍ وهي بالطبع مجرد مرحلة
رمزية بالنسبة لكناري القفص وتشكيل الأزواج واتخاز القرار حول موقع العش وبناء
العش والتزاوج وقيام الذكر بإطعام الأنثى ووضع البيوض والحضانة الخ ...
كل هذه أحداث هامة في حياة الطيور ويجب أن تترك لتتقدم بلا تسير بشكل خاطىء في أي من مراحل
التناسل لا بد أن يكون خطأ جسيما ً .
فمثلا ً إن الأنثى التي تبدو غير متحمسة لبناء العش أو حتى غير مكترثة بذلك كليا ًيجب أن نتركها
وشأنها .
ولكن تقديم بعض العون أو عش ٍ يمكن أن يكون مقبولا فقط إذا كانت الأنثى قد
بدأت فعليا ً بوضع البيوض ولا يجوز أن نزيل أي شيء بأي حال من الأحوال
عدا عن نقل البيوض بحيث تتمكن الانثى من البدء بكل شيء مجددا ً لأن ذلك
لا بد أن يزعج دورة التناسل وبينما يمكن أن نكون محظوظين أحيانا ً ولا ينجم
عواقب وخيمة عن أن يتاح للطيور الحرية الممكنة الكاملة في أن تعيش وفقا ً
لغرائزها فإذا ما تم تحقيق ذلك فالفرصة هي أفضل ما يمكن لتحقيق تناسل ناجح .
إذا لم يوضع الذكر داخل القفص في نفس وقت وضع الأنثى فيجب ألا يوضع عندما
يتقدم بناء العش نحو المرحلة التي تقوم فيها الأنثى بالدوران حول العش أثناء بنائه
فهذه هي أفضل لحظة لإدخال الذكر إلى القفص وقبل ذلك فقد ينشب قتال ضار ٍ
ومع ذلك إذا تقاتلت الطيور مع بعضها أبعد الذكر عن القفص وأعده مجددا ً عند الغسق.
يميل الكتان كمادة لبناء العش لأن يكون مخيبا ً للأمل فهو رخو جدا ً أما الأشنيات
نباتات تنمو في المياه الجافة والعشب الطري القصير الذي يزود في المراحل
المبكرة من بناء العش فهي مواد تمنح العش إطارا ً أكثر متانة وإذا قدمنا للطير
في مرحلة لاحقة الكتان للفرش داخل العش فإننا نحصل على أعشاش متماسكة
تماسكا ً عظيما ً ولها تجويفات مستديرة ناعمة من الداخل .
إن كل من يربي كناريات سيصاب بالدهشة من الأعشاش الجميلة التي تبنيها هذه الطيور .
توضع البيوض عادة ً في ساعات الصباح حوالي الساعة السابعة أو الثامنة وعندما
تبذل الأنثى الجهد لكي تخرج البيضة فإن الأنثى تنتصب وتقف في العش وهي تفتح منقارها وبعد ذلك
يرتخي جسمها وتربض للأسفل لكي ترتاح من الإجهاد وهنا يجب ألا نزعجها .
ولاحقا ً ولكن ليس حتى فترة الظهر تستخرج البيوض ويستحسن أن يتم ذلك بواسطة ملعقة صغيرة
ونستبدلها ببيوض أصطناعية .
تحفظ البيضة الأولى وجميع البيضات التالية لنفس الفقس بعناية والتي توضع بمعدل بيضة واحدة باليوم
ضمن وبر قطني أو توضع على الرمل إلى حين خروج آخر بيضة والتي تكون أصغر وتختلف عادة ً في لونها أيضا ً .
إن الغاية من رفع البيوض ومن ثم كامل الفقس إلى العش في آن واحد هو التأكد
من أن جميع الفراخ ستفقس في نفس اليوم .
ومن المستحسن إعادة البيوض إلى العش في مساء اليوم الذي تضع فيه الأنثى بيضتها الثالثة فهذه
الطريقة تعطي نتائج جيدة .
فجميع الفراخ الأربعة ويعتبر هذا الرقم جيدا ً بالنسبة للتفريخة الناجحة تفقس عندئذ ٍ في نفس اليوم .
والأمر الجدير بالتذكر هنا هو رفع البيضة الثالثة عند الظهر وتركها تبرد .
تدوم فترة الحضانة لبيوض الكناريات لمدة 13 يوما ً وقد تمتد هذه الفترة حتى 16 يوما ً
في الطقس البارد والاضطرابات إذا كانت الظروف سيئة .
ومن الضروري أن نكتم فضولنا خلال فترة الحضانة وأن ندع البيوض والأنثى وشأنها
ويمكن توقع أفضل نتائج الفقس بعد فترة 13 يوما ً .
إذا فقست الفراخ بعد يوم آخر فإن النتائج تبقى بحدود الجيدة أما إذا استغرق الفقس
لكي يحصل أكثر من 14 يوما ً فلربما يتوجب علينا إعداد أنفسنا للعواقب .
إن صغار الكناريات تفقس بنفس الطريقة التي تفقس بها صغار الدجاج مثلا ً
إذ تساعد حدبة ( سن البيضة ) في ذروة الفك العلوي الطير الصغير على فتح ثغرة
في غلاف البيضة من الداخل وعندئذ ٍ يبدأ الصغير بالتنفس ومتابعة شق طريقة للخارج
تتوسع الثقبة الصغيرة ولكن ليس كثيرا ً قبل أن يجعل الفرخ الغلاف ينفلق إلى
قسمين والواقع أنه ليس بيد المربي المبتدىء أن يفعل أي شيء ليساعد
الفرخ في هذه المرحلة ذلك أن تحرير فرخ كناري فاقس حديثا ً وملتصق بغشاء
البيضة يحتاج لكثير من المهارة والخبرة .
أرجو من الله أن أكون وفقت في تسليط الضوء والإفادة بهذا الموضوع وبحيث أكمل لكم لاحقا ً التكملة له وشكرا ً
منقول